مزايا ومساوئ العمل الحر

مزايا ومساوئ العمل الحر

مما لا شك فيه وجود مميزات ومساوئ في كل شئ ، وبالطبع هذا لا يعيب شيئا أو شخصا بأن لديه مزايا تجعله مرغوبا ومنفرد ، ولكن هذا لا يمنع وجود بعض المساوئ والتي علينا أن نعلمها ثم نحاول التعامل معها ، وهنا سنتناول مزايا العمل الحر ومساوئه ، فكما تعرفنا على طبيعة العمل الحر وكيفية الدخول إلى هذا العالم الجديد ( بالطبع أقصد الجديد على الشرق الأوسط J ) ، علينا أن نعلم كل ما لديه من مزايا فنحاول الاستفادة  منها قدر المستطاع ، والمساوئ التي طالما علمناها ، فمن المؤكد أننا سنحاول التعامل معها .

سأبدأ معك بالمساوئ ، كي ننهي بالمزايا ، فكما يقولون ( انهي الأمر بالنحلية ) .

- مساوئ العمل الحر :

1- الوقت :

 فقد اتجهت إلى العمل الحر وأرحت بالك من متاعب العمل ذو الأوقات الثابتة ، والحضور والانصراف ، وأشعر الآن بكلمة تتردد في ذهنك الا وهي ( الخصم ) ، والتي في الغالب تستخدم لدى أصحاب العمل والمديرين في الشرق الأوسط ، فبمجرد التأخر ولو لدقيقة واحدة ، يتم القص من راتبك بحجة التأخير ، وبالطبع قد تشعر بالراحة لأنك وقد تخلصت من مثل هذه المشاكل ، ولكن ..... !

أظن انك وقد نسيت بأن العمل الحر ليس حرا في الوقت ، حيث أنك ستلتزم تجاه عملائك بمواعيد تسليم محددة ، كأن تكون منضبطا في العمل معهم فتنظم أوقاتك بالشكل الأمثل ، وهذا يتطلب منك العمل بشكل منظم وبمواعيد منضبطة كي ترضي عملائك وتستمر معهم وتجلب منهم المزيد وليس كما كنت تعتقد .. فلا تنسى .

 2- المرتب الثابت :

 وبعد أن أزيلت أعبائك المتعلقة بكل ما يخص العمل القديم كمنظمة أو شركة ... الخ ، أصبح الآن الوضع مختلفا ، فلم يعد لديك مرتب ثابت تحصل عليه في أول الشهر كالمعتاد ( وما أدراك بأول الشهر ) فمن مننا لا ينتظر أول يوم بالشهر ، ويذهب مسارعا في هذا اليوم إلى العمل كي يقبض راتبه ، أما الآن فلن يكن لديك المرتب الثابت الذي اعتدت عليه ، وإنما مبيعاتك هي التي تحكمك الآن بالكم والوقت .

3- التأمينات والمعاشات :

بالطبع كل موظف في العمل يتمتع بكافة المزايا كالتأمينات والحصول على معاش عند التقاعد ، وهذا يعد من مزايا العمل الثابت بالمنظمات ، ويعد من مساوئ العمل الحر ، ولأنه لم يعد لديك لا تأمين ولا معاش كي تفكر به مستقبلا .

4- التقنية الحديثة :

الكثير مننا عندما يستمع إلى كلمة تقنية في الغالب تتغير ملامحه ، بحيث يتوقف شعر رأسه وتراه مذهولا ، ويمكن أن يشعر بالإحباط ، فمن الغالب على الكثير من العاملين بالمنظمات أو أصحاب العمل الثابت ، كالموظفين وغيرهم ، إهمالهم للجانب التقني ، كعالم الحاسب الالى وعلومه ، بل وابسط البرامج الأساسية اللازمة للعمل من خلاله ، فقد أخذتهم دائرة الحياة المغلقة فلم تجعل لهم سبيلا لكي يتعرفوا على الجديد في عالم التقنية الحديث ، فأصبح العالم يسير من حولهم وهم يتجولون داخل دائرتهم ، وقد أصبح إمكانية دخولهم العمل الحر متوقفا على علمهم بكل ما هو جديد في عالم الحاسب والانترنت والتعرف على البرامج المستحدثة ، ولذلك أصبحت التقنية بالنسبة لهم من مساوئ العمل الحر ،ولكن لا داعي للقلق ، فلازال الوقت أمامك من خلال العديد من الوسائل المتاحة لكي تتعرف من خلالها على ما يلزمك لدخول عالم العمل الحر ، ولكي تحول المساوئ إلى مزايا ، لأن التقنية الحديثة في الأصل ليست مساوئ ، على العكس ، وتذكر أننا نناقشها من منظور البعض .

5- فن التعامل مع العملاء ( فن التعامل مع الآخر عن بعد ) :

يمكن أن تهمل هذه النقطة وتتغاضى عنها ، باعتبارك لها أنها في غاية السهولة و لا تحتاج منك إلى وقت لكي تتقنها ، وبالتالي استطيع أن اثبت لك انك على خطأ ، فأهم شئ في العمل الحر هو استطاعتك التعامل مع كافة الأنماط المختلفة من البشر و التي لا تستطيع أن تراها ، أو تتعامل معها وجها لوجه ، أو كما يقول الغرب ( Face to face  ) لأن في هذه الحالة ، ستستطيع استخدام اجمالى طاقتك لإقناع العميل ، سواء باستعمالك للغة الجسد وصولا إلى اللسان ، أما عبر الانترنت فلا وجود لهم ، ولذلك يجد البعض صعوبة في التعامل مع أشخاص لا يعرفونهم ولا يشعرون بالاطمئنان في التعامل معهم .

6- المنافسة :

إن تحدثنا عن المنافسة في قاموس العمل ، فستجد أنها متواجدة على الدوام ، ولن يخلو أي مجال منها ، إن طال أو قصر الزمان ، ولكن لدينا بمجال العمل الحر ، تزداد المنافسة بمراحل ، حيث تجلس أنت في منزلك تحاول أن تقدم عملا متقنا في شئ محدد ، وإذ بك تجد لك منافسين من جميع أنحاء العالم العربي ، ووقتها ستصبح ملزم بأن توجد جانبا تنفرد فيه عن الجميع ، وبذلك أضمن لك بأنك ستكون منافسا قويا .

7- الجلوس طويلا أمام الحاسب :

لن نهمل هذه الجزئية بالرغم من أنها تحتوي على الكثير من النقاط الهامة لمناقشتها ولكننا سنكتفي الآن بالإشارة إليها وسنتحدث عنها بالتفصيل لاحقا ، فالجلوس أمام الحاسب لفترات طويلة يعرضك للكثير من الأخطار والإصابة بالعديد من الأمراض ، ناهيك عن ضعف نظرك وقلة التركيز ، ولذلك لا تجلس لساعات طويلة دون حركة .

- من مزايا العمل الحر :

1- اكتساب المهارات :

لو أدركت انك ستكتسب العديد من المهارات بمزاولتك العمل الحر ، ستعلم قدره حينها ، وانك لو استمريت في العمل لدي المنظمة سواء الحكومية أو الخاصة ، فلن تجد من الوقت ما يكفيك لتنمي مهاراتك وتزيد من خبراتك ، وبالتالي فإن كلمة اكتساب لن تتواجد حينها في قاموسك ، ومن المهارات الكثير والكثير ، كتعرفك على العديد من جوانب العمل عبر الانترنت ، وتعلم المزيد من التخصصات ، كما انك تكتسب مهارة إدارة الوقت وتقسيمه بما يلاءم طبيعة العمل الذي تقوم به وفن التعامل مع الآخرين ، ولذلك فقد تعد هذه ميزه من مزايا العمل الحر .

2- أيام العطلة :

تستطيع أن تقول وداعا لأيام العطلة الرسمية ، فأنت الآن من يحدد العطلة الخاصة بك ، من حيث الوقت والكم ، فلا مانع إن قمت بعمل شاق لفترات طويلة أن تأخذ قسطا من الراحة لتستعيد قواك وتستطيع العمل بقوة مرة أخرى .

3- التحكم براتبك :

بذكرنا لعدم وجود مرتب ثابت لديك من مساوئ العمل الحر ، فإن تحكمك براتبك يعد من مزايا العمل الحر ، حيث أنك تستطيع ان تقوم بالمزيد من الأعمال فتزيد من راتبك ويمكنك أن تقلل كما تشاء .

 

4- أنت مدير نفسك :

لا ضير في أن تقول الآن ( أنا رئيس جمهورية نفسي ) كما يقول البعض ، فلم يعد لديك الأمر الناهي ، والموبخ المتسلط رئيسك ، وبالتأكيد ستستمتع بكونك من يقبل التعامل مع هذا وترك ذاك ، فلا أحدا له السيطرة عليك سوى نفسك .

وأخيرا نحن لم نناقش جميع الجوانب الخاصة بمزايا أو مساوئ العمل الحر ولكننا نتحدث على سبيل الإشارة إلى بعض النقاط ، على أن نتحدث عنها بالتفصيل في وقت لاحق ، وتأكد انك الآن تسير في طريق النجاح الساحق .